لا شك بأن الحروب الإلكترونية أصبحت خلال السنوات الأخيرة إحدى أهم واجهات الصراع بين القوى العظمى، و بعد أن كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد اتهمت كوريا الشمالية قبل شهور بالوقوف وراء الهجوم الإلكتروني على الفرع السينمائي لشركة سوني فإن الصين بدورها تدخل دائرة الاتهام في هذا الصراع الإلكتروني.
و خلال السنة الحالية تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لثلاث هجمات كبيرة كان أولها قرصنة شركة سوني للإنتاج السينمائي على خلفية انتاجها لفيلم سينمائي ساخر من حياة رئيس كوريا الشمالية، فيما الهجمة الثانية تتعلق بقرصنة هاكرز من روسيا للبريد الإلكتروني للبيت الأبيض، لكن الهجوم الأخير يعد الأضخم.
حيث أشارت عدد من وسائل الإعلام و من بينها صحيفة “الواشنطن بوست” عن تعرض معطيات وبيانات أكثر من 4 ملايين موظف أمريكي في الإدارات الفيدرالية الأمريكية للقرصنة و ذلك منذ ما يقرب عن 6 أشهر، و أشارت المصادر الأمنية أن الأمر يتعلق بهاكرز يعملون لصالح الحكومة الصينية.
و ما زاد من حدة هذه العملية أنها لم تكتشف إلا في شهر أبريل الماضي عن طريق “مكتب إدارة شؤون الموظفين” المعروف اختصارا بـ “OPM” و الذي أشار إلى أن الهجوم تم الإعداد له منذ شهر ديسمبر الماضي، و فيما تشير أصابع الاتهام إلى الصين فإن هذه الأخيرة نفت نفيا قاطعا أن يكون لها أي دخل في العملية.